مقالات مشابهة
إنّ الحلق أو سقف الفم هو مؤلّف من جزئَين، الحلق الصلب (الجزء الأمامي العظمي من الفم، وراء الأسنان الأمامية) والحلق الرخو (الجزء الليّن الرخو في الجزء الخلفي من الفم). ويتشكّل الحلق ما بين الأسبوع السادس والتاسع من الحمل، في حين تتشكّل الشفتَان ما بين الأسبوع الرابع والسابع. ويُعتبر فلح الشفّة والحلق من أكثر التشوّهات الخلقية شيوعاً والتي تظهر عندما تكون شفّة الجنين أو حلقه غير مكتملَين، فينتج عن ذلك فجوة أو شقّاً في الشفّة أو الحلق.
العوارض
قد يظهر فلح الشفّة على شكل ثلم صغير على الشفّة العليا أو على شكل فتحة كبيرة تمتدّ لتصل إلى الأنف. أمّا فلح الحلق فهو يطال الجزء الخلفي من الحلق (الحلق الرخو) أو قد يمتدّ إلى كامل الحلق (الحلق الصلب أو الرخو). وقد يؤدّي فلح الحلق إلى ظهور مشاكل في الأكل والتكلّم والسمع. كما ترتبط حالات الفلح بالإصابة بالالتهابات في الأذن وبمشاكل في الأسنان.
الأنواع
تُقسم حالات الفلح إلى الأنواع التالية:
- فلح الشفّة فقط (جزئيّاً أو بالكامل)
- فلح الحلق فقط (جزئيّاً أو بالكامل)
- فلح الشفّة والحلق
- فلح من جانب واحد: فلح من جانب واحد من الفم
- فلح من الجانبَين: فلح من جانبَي الفم
الأسباب
لا تزال الأسباب الفعليّة لهذه التشوّهات الخلقية مجهولة حتّى يومنا هذا. وقد تكون موروثة أو مرتبطة ببعض العوامل البيئية خلال الحمل مثل:
- تأثير بعض الأدوية (بعض الأدوية المخصصة لمعالجة حبّ الشباب أو داء الصدفيّة أو السرطان أو النوبة المرضية)
- غياب للنظام الغذائي السليم
- التعرّض لبعض المواد الكيميائية أو الفيروسات
- التدخين خلال الحمل والإصابة بمرض السكّري قبل الحمل
التشخيص
تُعدّ معظم حالات فلح الشفّة والحنك واضحة عند الولادة ولا يستلزم تشخيصها أي فحوصات معيّنة. ويُمكن تشخيص فلح الشفّة باستخدام أشعّة فوق صوتية للجنين، إلّا أنّ تشخيص فلح الحلق هو صعب إذ لا يمكن رؤية سقف فم الجنين بشكل جيّد.
العلاج
يمكن تصحيح أو إغلاق فلح الشفّة والحلق باستخدام تقنيّات جراحة تجميليّة متخصصة. وغالباً ما يتمّ إجراء جراحة فلح الشفّة ما بين عمر الشهرَين أو ٣ أشهر، أمّا جراحة فلح الحلق فتتمّ ما بين عمر الـ٦ و١٢ شهراً. وتهدف الجراحة إلى تحسين قدرة الطفل على الأكل والتكلّم والتنفّس والسمع.
جراحة فلح الشفّة: يتمّ إجراء هذه الجراحة تحت تأثير التخدير العمومي (بحيث ينام الطفل). فيجري الجرّاح شقَّين عند جهّتَي الفلح ليتمكّن من فكّ العضل والنسيج الذي يحيط به. ثمّ يعمل على تثبيت النسيج والعضل في مكانهما المناسب، ويقوم بعدها بتخييط جهّتَي الشفّة ببعضهما لسدّ الفلح. إنّ عملية فكّ العضل وإعادة تثبيته خلال الجراحة تعيد للشفّة مظهرها ووظيفتها الطبيعيّين. وقد تستلزم جراحة فلح الشفّة عملية ترميم للأنف لتأمين دعم إضافي له.
جراحة فلح الحلق: يتمّ إجراء هذه الجراحة تحت تأثير التخدير العمومي. فيُجري الجرّاح شقَّين عند جهّتَي الفلح ليتمكّن من جمع النسيج والعضلات حول الفلح وخياطته لإغلاقه. وخلال الجراحة، تتمّ إعادة تثبيت عضلات النسيج الرخو للمساعدة على النطق السليم.
يتمّ استخدام خيوط رفيعة جدّاً خلال الجراحتَين للتخفيف من الندبة الجراحية قدر المستطاع. وتذوب هذه الخيطان مع التئام النسيج. والجدير بالذكر هو أنّ هذه الجراحات قد تستلزم متابعة لتحسين النتيجة من حيث المظهر والوظيفة. كما قد تستلزم هذه الجراحة جراحات للأسنان ولتقويمها، بالإضافة إلى علاج للنطق مع نموّ الطفل.
